غالبا ما تكون مهمة تنشئة طفل قوي الشخصية أمراً ليس بالسهل، فقد يتطلب ذلك الوقت والانتباه والعناية الحثيثة من الوالدين.
وللحصول على طفل جريء، ويتمتع بصفات قوية، من الضروري اتباع النصائح التالية التي تهدف إلى توجيه وإرشاد الأهل.
- اجعلا من الأمومة والأبوة أولوية، وهو أمر صعب، في ظل المسؤوليات والمهمات التي يتطلب من الأبوين القيام بها، غير أن الأبوة الجيدة تكمن في التخطيط، وتكريس الوقت للأطفال لبناء شخصياتهم والبقاء معهم.
- مراجعة الساعات والأيام التي يمضيها الآباء في المنزل، فعلى الوالدين أن يراجعا الوقت الذي يمضيانه بصحبة أبنائهما، ويعملا على موازنة وجود أطفالهما في حياتهما الاجتماعية، وكيف يكونون جزءاً من حياتهم الاجتماعية.
- على الأهل أن يكونوا مراقِبين ومستمعين جيدين، لكل ما يتعرض له أطفالهم؛ فهم يقلدون كل ما يرونه ويطبقونه، وغالبية الأمور التي يتعلمونها تؤثر فيهم، وفي قيمهم الأخلاقية، ويأخذونها من الوسائل التي تحيط بهم مثل؛ الكتب والأغنيات والتلفاز، فمن الضروري السيطرة على تدفق المعلومات والصور، التي تؤثر في أفكار أطفالهم.
- لابد من استخدام لغة واضحة مع الأطفال حول الأمور المتعلقة بالخطأ والصواب؛ فذلك يكفل تطورهم.
-عاقب الطفل بطريقة محببة وعاطفية؛ لأن العقاب المخيف نوعاً ما، ينتيج عنه تأنيب الضمير من قبل الأهل، وشخصية مهزوزة بالنسبة للطفل، فلابد من تطبيق العقاب المناسب، من أجل تعليم الطفل حدوده، ولا بد أن يبين الأهل للطفل، أن معاقبته نابعة من الخوف عليه من تكرار الخطأ، والوقوع في المضرة والأذى، وعقابه لا ينتقص من محبته.
- تعلم الاستماع لطفلك، فمن السهل على الأهل ألا يستمعوا لأحاديث أطفالهم، غير أن المتعة الأكثر تأثيراً في الطفل، حين يبادر الأهل إلى أخذ حديث أطفالهم على محمل الجدّ، وتخصيص وقت للاستماع لأحاديثهم، التي تبدو أحياناً طويلة ومملة، بتفاصيلها الصغيرة.
- الانخراط بحياة الطفل المدرسية، المدرسة هي الحدث الرئيسي في حياة الطفل، وخبرتهم فيها تكون نتاج مجموعة مختلطة من الانتصارات، وخيبات الأمل التي يتعرضون لها. ومساعدة الأطفال على أن يكونوا طلبة مميزين ومجدين، وإرشادهم إلى الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المتغيرات، هي طريقة مثلى لمساعدتهم على اكتساب شخصية قوية.
- على الأم أن تجعل من الوجبة العائلية قيّمة ومهمة، فمن أخطر العوامل التربوية، اختصار الوجبة العائلية كالعشاء مثلاً؛ فمائدة العشاء ليست مكاناً فقط لتناول الطعام، وإنما هي مكان لتبادل الآراء، والاستماع للجميع، إلى جانب كونها المكان الأفضل لتعليم القيم والقواعد، بطريقة غير مباشرة وخفيفة على الطفل، مما يسهل عليه استيعابها في جو أسري دافئ. لذلك لايجب إهمال وقت العشاء حين تجتمع العائلة، لأنه الوقت الأفضل لتعليم الطفل القيم المثالية، التي تكسبه لاحقاً قوة يعتمد عليها طوال حياته.
- لاتعتمد على الكلمات فقط، بل يجب اللجوء إلى ربط الكلمة بفعل عن طريق التعزيز المعنوي والانضباط الذاتي، والمقصود هنا أنه على الوالدين، تشجيع أبنائهم على أن يكونوا منضبطين، ولا يكون ذلك، إلا بخلق بيئة مناسبة لهم، حتى يتأثروا بها، وتبدأ بسلوك الوالدين أنفسهما، فإذا أردنا أن نعلم أبناءنا الصدق والكرم والإحساس بالعدل، لابد من التحلي بهذه الصفات، وتطبيقها أمام اطفالنا؛ كي يتأثروا بنا، لأن هذه الأمور تصبح روتيناً يومياً في حياتهم، وجزءاً من ممارساتهم وعاداتهم اليومية التي يكبرون عليها.
م ل